السيد هادي الحمامي مشرف
عدد المساهمات : 87
تاريخ التسجيل : 11/10/2009
| موضوع: رائد الكرامة والفداء في الاسلام السبت أكتوبر 24, 2009 10:21 pm | |
| [size=24 ]er=0] بسم الله الرحمن الرحيم | «وَلاَ تَحْسَبنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللهِ أَمْوَاتاً بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبهِمْ يُرْزَقُونَ * فَرِحِينَ بِمَا آتاهُمُ اللهُ مِن فَضْلِهِ وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُوا بِهِم مِن خَلْفِهِمْ ألا خَوْفُ عَلَيْهِمْ ولا هُمْ يَحْزَنُونَ * يَسْتَبْشِرُونَ بِنِعْمَةٍ مِنَ اللهِ وَفَضْلٍ وَأنَّ اللهَ لا يُضِيعُ أجْرَ الْمُؤْمِنِينَ» إ/ لى ... الفاتح العظيم الذي احتلّ قلوب الناس وعواطفهم. إلى ... أنشودة الاَحرار في كل زمان ومكان. إلى ... أبيّ الضيم ، وسيّد الشهداء الاِِمام الحسين ( عليه السلام) . أرفع ـ بتواضع ـ هـذه الدراسة عن حياة أبي الفضل العبّاس ( عليه السلام ) الذي جسّد في سلوكه مع أخيه الحسين حقيق الاَخوة الصادقة ، ففداه بنفسه ، ووقاه بمهجته ، راجياً التفضّل عليَّ بالقبول. s يا قمر بني هاشم وفخر عدنان أنت ـ يا قدوة الثوار والاَحرار ـ قد تألقت في سماء هذا الشرف ، رمزاً للبطولات ، وعنواناً للتضحية والفداء ، فقد رأيت الحكم الاَموي السحيق يسوس المجتمع نحو الدمار الشامل ، يسحق الكرامات ، ويقضي على الحريات ، ويمتصّ الاَقوات ويقود المجتمع إلى حياة بائسة لا ظلّ فيها للعدل الاجتماعي والعدل السياسي ، فرفعت راية التحرير مع أخيك أبي الاَحرار وسيّد الشهداء عليه السلام الذي جسّد آمال الشعوب وطموحاتها ، وسعى لتحرير إرادتها ، وإعادة كرامتها. لقد وقفت مع أخيك في خندق واحد فرفعتما كلمة الله الهادفة إلى كرامة الاِنسان ، وبناء حياة آمنة مستقرّة لا ظلّ فيها للظلم والطغيان. أمّا أنت ـ يا أبا الفضل ـ فكنت هبة من الله لهذه الاَمّة ، فقد فتحت لها آفاقاً مشرقة من الحرية والكرامة ، وعلّمتها أنّ التضحية يجب أن تكون خالصة لله ، وبعيدة كلّ البعد عن الرغبات والعواطف وسائر الميول التي مآلها إلى التراب ، وبهذه الروح الاِسلامية الاَصيلة كانت تضحيتك ـ يا أبا ize] الفضل ـ فقد اتّسمت بالدفاع عن الحق ، والذبّ عن القيم والمبادئ ـ وهذا هو السرّ في خلود تضحيتك ، وتفاعلها مع عواطف الناس على امتداد التاريخ. أمّا أنت ـ يا قمر بني هاشم ـ فقد أقمت صروح الحق في دنيا العرب والاِسلام وشيّدت للمسلمين مجداً شامخاً بنصرتك لاَخيك سيّد الشهداء ، الذي نافح من أجل أن تسود العدالة الاجتماعية في الاَرض وتوزع خيرات الله على المضطهدين والمحرومين ، وتحمّلت معه أعباء هذه الرسالة ، وبهذا كنت مع أخيك ، وسائر الشهداء الممجدين من أهل البيت وأنصارهم الطلائع المقدّسة لشهداء الحق في جميع أنحاء الاَرض.
وبرز أبو الفضل العباس ( عليه السلام ) على مسرح التاريخ الاِسلامي كأعظم قائد فذّ لم تعرف له الاِنسانية نظيراً في بطولاته النادرة بل ولا في سائر مُثله الاَخرى التي استوعبت ـ بفخر ـ جميع لغات الاَرض. لقد أبدى أبو الفضل يوم الطف من الصمود الهائل ، والارادة الصلبة ما يفوق الوصف ، فكان برباطة جأشه ، وقوّة عزيمته جيشاً لا يقهر فقد أرعب عسكر ابن زياد ، وهزمهم نفسيّاً ، كما هزمهم في ميادين الحرب. ان بطولات أبي الفضل كانت ولا تزال حديث الناس في مختلف العصور ، فلم يشاهدوا رجلاً واحداً مثقلاً بالهموم والنكبات يحمل على جيش مكثّف مدعّم بجميع آلات الحرب قد ضمّ عشرات الآلاف من المشاة وغيرهم فيلحق بهم أفدح الخسائر من معداتهم وجنودهم ، ويقول المؤرخون عن بسالته ـ يوم الطف ـ إنه كلما حمل على كتيبة تفرّ منهزمة من بين يديه يسحق بعضها بعضاً قد خيّم عليها الموت ، واستولى عليها الفزع والذعر قد خلعت منها الاَفئدة والقلوب ، ولم تغن عنها كثرتها شيئاً. انّ شجاعة أبي الفضل وسائر مواهبه ومزاياه مما تدعو إلى الاعتزاز والفخر ليس له وللمسلمين فحسب ، وإنما لكل إنسان يدين لإنسانيته ، ويخضع لقيمها الكريمة
بالأضافة الى مايتمتع به:
أبو الفضل العباس ( عليه السلام ) من البطولات الرائعة فانّه كان مثالاً للصفات الشريفة ، والنزعات العظيمة ، فقد تجسّدت فيه الشهامة والنبل والوفاء والمواساة ، فقد واسى أخاه أبا الاَحرار الاِمام الحسين ( عليه السلام ) في أيام محنته الكبرى ، ففداه بنفسه ووقاه بمهجته ، ومن المقطوع به أن تلك المواساة لا يقدر عليها إلا من امتحن الله قلبه للاِيمان ، وزاده هدى
ومثَّل أبو الفضل العباس ( عليه السلام ) في سلوكه مع أخيه الاِمام الحسين ( عليه السلام ) حقيقة الاَخوّة الاِسلامية الصادقة ، وأبرز جميع قيمها ومثلها ، فلم يبق لون من ألوان الاَدب ، والبرّ والاِحسان إلاّ قدّمه له ، وكان من أروع ما قام به في ميادين المواساة له ، انه حينما استولى على الماء يوم الطفّ تناول منه غرفة ليشرب ، وكان قلبه الزاكي كصالية الغضا من شدّة الظمأ ، فتذكّر في تلك اللحظات الرهيبة عطش أخيه الاِمام الحسين وعطش الصبية من أهل البيت عليهم السلام ، فدفعه شرف النفس ، وسموّ الذات إلى رمي الماء من يده ، ومواساتهم في هذه المحنة الحازبة ، تصفّحوا في تاريخ الاَمم والشعوب فهل تجدون مثل هذه الاَخوّة الصادقة؟!! انظروا في سجلاّت نبلاء الدنيا فهل ترون مثل هذا النبل ، ومثل هذا الإيثار
الله أكبر أي رحمة مثل هذه الرحمة ، وأيّة مودّة مثل هذه المودّة!! إن الاِنسانية بجميع قيمها ومثلها لتنحني إجلالاً وخضوعاً أمام أبي الفضل على ما أبداه من عظيم النبل لاَخيه الاِمام الحسين أبي الاَحرار وسيّد الشهداء ( عليه السلام)
والشيء الذي يدعو إلى الاعتزاز بتضحية أبي الفضل ونصرته لاَخيه الاِمام الحسين ، أنّها لم تكن بدافع الاَخوة والرحم الماسة وغير ذلك من الاعتبارت السائدة بين الناس ، وانّما كانت بدافع الاِيمان الخالص لله ، ذلك الاِيمان الذي تفاعل مع عواطف أبي الفضل ، وصار عنصراً من عناصره ، ومقوّماً من مقوّماته ، وقد أدلى بذلك في رجزه حينما قطعت يمينه التي كانت تفيض برّاً وعطاءً للناس ، قائلاً: والله إن قطعتم يميني | | إنّي أحامي أبداً عن ديني | وعن إمام صادق اليقين
ان الرجز في تلك العصور كان يمثّل الاَهداف والمبادئ والقيم التي من أجلها يقاتل الشخص ، ويستشهد في سبيلها ، ورجز سيّدنا العباس ( عليه السلام ) صريح واضح في أنّه انّما يقاتل دفاعاً عن الدين ، ودفاعاً عن المبادئ الاِسلامية الاَصيلة التي تعرضت إلى الخطر أيام الحكم الاَموي الاَسود ، كما أنّه انّما يقاتل دفاعاً عن إمام المسلمين سبط رسول الله وريحانته الاِمام الحسين المدافع الاَوّل عن كرامة الاِسلام ، فهذه هي العوامل التي دفعته إلى التضحية ، وليس هناك أي دافع آخر وهذا هو السرّ
{السلام عليك ياابا الفضل يبن امير المؤمنين} | |
|
خادم الحسين المدير العام
برجي هو :
عدد المساهمات : 240
تاريخ التسجيل : 08/10/2008
العمر : 56 المزاج : رائع
| موضوع: رد: رائد الكرامة والفداء في الاسلام الأحد أكتوبر 25, 2009 11:08 pm | |
| الله يوفق سيد هادي ويبارك فيك | |
|
حب الحسين جنه الاداره
برجي هو :
عدد المساهمات : 581
تاريخ التسجيل : 26/12/2008
العمر : 35 الموقع : https://hope.hooxs.com المزاج : رائع
| موضوع: رد: رائد الكرامة والفداء في الاسلام الإثنين أكتوبر 26, 2009 7:05 am | |
| | |
|