وقد ذكر الزمخشري في كتاب الكشاف في تفسير سورة آل عمران عند تفسير آيه المباهلة فقال ما هذا لفظه : وروى أنه لما دعاهم الى المباهلة قالوا : حتى نرجع وننظر فنأتيك غدا ، فلما تخالوا قالوا للعاقب وكان ذا رأيهم : يا عبد المسيح ما ترى ؟ فقال : والله لقد عرفتم يا معشر النصارى أن محمدا نبى مرسل ، ولقد جاءكم بالفضل من أمر صاحبكم ، والله ما باهل قوم نبيا قط فعاش كبيرهم ولا نبت صغيرهم ، ولئن فعلتم لتهلكن ، فإن أبيتم إلا ألف دينكم والاقامة على ما أنتم عليه فوادعوا الرجل وانصرفوا الى بلادكم .
فاتوا رسول الله ( ص ) وقد غدا محتضنا الحسين آخذا بيد الحسن وفاطمة تمشى خلفه وعلي خلفها وهو يقول : إذا أنا دعوت فأمنوا .
فقال أسقف نجران : يا معشر النصارى انى لارى وجوها لو شاء الله أن يزيل جبلا من مكانه لازاله بها فلا تباهلوا فتهلكوا ، فلا يبق على وجه الارض نصراني الى يوم القيامة فقالوا : يا أبا القاسم رأينا أن لانباهلك وأن نقرك على دينك ونثبت على ديننا .
قال : فإذا أبيتم المباهلة فاسلموا يكن لكم ما للمسلمين وعليكم ما عليهم .
فابوا قال : فانى أناجزكم .
فقالوا : ما لنا بحرب العرب طاقه ولكن نصالحك على أن لا تغزونا ولا تخيفنا ولا تردنا عن ديننا على أن نؤدى اليك كل عام ألفى حله ألف في صفر وألف في رجب وثلاثين درعا عاديه من حديد ، فصالحهم النبي ( ص ) على ذلك وقال : والذي نفسي بيده أن الهلاك قد تدلى على أهل نجران ، ولو لاعنوا لمسخوا قردة وخنازير ولاضطرم الوادي نارا ، ولاستأصل الله نجران